البراء جرجنازي الأوسمة
وسام الأدارة عدد المساهمات : 1910 نقاط : 5528 تاريخ التسجيل : 01/10/2010 العمر : 22 الموقع : حلب
| موضوع: نهاية رواية الطائرة المفقودة 17 الإثنين يوليو 18, 2011 2:43 pm | |
|
أعزائي عشاق قراءة القصص البوليسية ومتتبعي قصة الطائرة المفقودة نعتذر عن الاطالة في سرد القصة ولكن جميعكم يعلم بأن قصص الكاتبة أجاثا كريستي تتمتع بالإثارة والتشويق ومقسمة إلي فصول وأجزاء ولا أطيل عليكم وأترككم مع نهاية القصة علي أمل اللقاء مع قصة بوليسية أخري
كانت جولة الضيوف قد انتهت بهم الآن مره اخرى إلى مكتب اريستيد وقدمت إليهم المشروبات من جديد .. وهنأ الوزير اريستيد على العمل العظيم الذي يؤديه للبلاد .. وانضم السفير الأمريكي يزجي الثناء .. عندئذ دار الوزير ببصره فيما حوله وقال بلهجه تتسم بالعصبيه .. - والآن اظن ايها الساده انه قد حان الوقت لكي نودع مضيفنا العزيز .. لقد شاهدنا كل مانريد ولم يعد لدينا شيء اخر يستحق المشاهده ..
ضغط الوزير على الكلمات الاخيره كأنما يقول لجيسوب وليبلان : ها انتم اولاء قد رأيتم انكم كنتم واهمين .. ثم استطرد : - إن هذه المؤسسه من اعظم ماشاهدته في حياتي ولا نظير لها في العالم .. والآن اسمح لنا ياسيدي العزيز ان نودعك وان نكرر الشكر .. كانت هذه العباره حاسمه قاطعه توحي بما يجول في ذهنه .. كان يريد ان يقول : " لقد انهارت شكوككم ايها الساده .. ها نحن اولاء قد طفنا بجميع ارجاء المبنى ولم نشهد اثرا لهؤلاء العلماء الذين زعمتم انهم سجناء وراء هذه الجدران .. فهل طاروا في السماء؟ ام انشقت الارض فابتلعتهم ؟ إني الآن مرتاح الضمير واستطيع ان ابرح المكان مطمئنا "
وقبل ان يهم الوزير قائما ارتفع صوت من اقصى يقول : - إذا اذنتم لي يا سيدي الوزير فإنني احب ان اسأل مضيفنا الكريم منة صغيره .. فقال الوزير : - اه بالتأكيد .. بالتأكيد .. لا مانع ياسيد .. يا سيد جيسوب ..
وقال الشرطي الانجليزي يخاطب السيد اريستيد : - لقد التقينا في اثناء جولتنا بالعديد من رجالك ومعاونيك .. ولكني احب ان التقي بصديق قديم موجود هنا فهل يمكن ان تأمروا باستدعائه ؟ فقال الدكتور فان هايديم في استغراب : - ألك صديق هنا ياسيد جيسوب ؟! - في الواقع أن لي صديقين هنا .. سيده تدعى بيترتون .. وبيترتون الذي كان يعمل في انجلترا في معمل هارويل العلمي .. وقبل ذلك كان مقيما في الولايات المتحده .. فهل يمكن قبل ان انصرف ان اتحدث إليهما ؟
كان رد الفعل عند الدكتور فان هايديم رائعا .. يدعو إلى الإعجاب .. لم ينم وجهه عن اثر المفاجأه .. وإنما قطب جبينه في دهشه خالصه .. واخذ يردد: - بيترتون .. السيده بيترتون؟! لا اعتقد ان لدينا هنا احدا بهذا الاسم .. واستطرد جيسوب : - ويوجد هنا ايضا شاب امريكي يدعى اندرو بيترز .. ومهنته باحث كيميائي فيما اعتقد ... والتفت إلى السفير الامريكي : - اليس كذلك يا سيدي ؟! تريث السفير الامريكي برهه فهو دبلوماسي يزن موقع قدمه بدقه قبل ان يتقدم خطوه واحده .. ثم قال : - تماما .. تماما .. اندرو بيترز .. إنني احب ان اقابله ..
ازدادت دهشة فان هايديم .. وبدت اصيله لا زيف فيها .. وقال: - اندرو بيترز ؟ اخشى يا سيدي السفير ان تكون المعلومات التي لديكم غير دقيقه .. فليس لدينا احد بهذا الاسم ... بل اني لم اسمع بهذا الاسم من قبل .. فقال جيسوب في إصرار: - ولكنك سمعت باسم توماس بيترتون ؟ تردد فان هايديم برهه والقى نظره خاطفه نحو مولاه المليونير .. ثم تمالك نفسه وقال : - توماس بيترتون ..؟ اه .. اظن انه .. وانبرى احد الصحفيين قائلا : - توماس بيترتون ؟ لقد كان حديث الصحف منذ ستة اشهر عندما اختفى فجأه .. نعم .. كان في باريس لحضور احد المؤتمرات فإذا به يتخلف عن الجلسات ويختفي .. وقد بحث عنه البوليس في كل مكان .. دون ان يهتدى إلى اي اثر له .. - هل تريد ان تقول يا سيد جيسوب انه كان موجود هنا طوال الوقت ؟! زايل فان هايديم هدوءه ومضى يتكلم في عصبيه وانفعال: قال : - اخشى يا سيدي ان يكون بعضهم قد زودك بمعلومات غير صحيحه .. تلك دون شك شائعه كاذبه .. إنك رأيت جميع من يعملون لدينا .. إنك رأيت كل شيء هنا ..
فقال جيسوب في إصرار ولكن في هدوء : - كلا .. إننا لم نر كل شيء .. ولم نر كل من يعملون هنا .. واستطرد ..: - هنا مثلا رجل يدعى ايريكسون وهنا ايضا الدكتور لويس بارون .. ومن المحتمل ان تكون السيده كالفين بيكر موجوده هنا ايضا .. وبدا على الدكتور فان هايديم انه تذكر فجأه شيئا كان غائبا عنه فقد قال: - اه .. لكن هذلاء القوم قتلوا جميعا في مراكش في حادث سقوط طائرتهم .. إنني قرأت هذا النبأ في الصحف منذ اسبوعين .. إنني على الاقل متأكد من اسمين منهما .. إيريكسون والدكتور بارون ..
واستطرد : - لقد منيت فرنسا بخساره جسيمه فإن الدكتور بارون من كبار العلماء الذين لا يعوضون .. اما السيده كالفين بيكر فلا اعلم شيئا عنها .. وإن كنت اذكر انه كانت بين ركاب الطائره سيده انجليزيه او امريكيه لا ادري .. وربما كانت هذه السيده هي السيده بيترتون إن لم تخدعني ذاكرتي ..
فقال جيسوب : - إذن فأنت مصر على انني مخطئ وان هؤلاء القوم غير موجودين هنا ؟
فقال الدكتور فان هايديم : وكيف يكونون هنا وقد قتلوا جميعا في حادث الطائره ؟ إنني اتذكر ان البوليس قد عثر على جثثهم بين الحطام ..
فقال جيسوب في كلمات قليله متمهله ليكسبها مغزى خاص..: - ولكن الجثث جميعا كانت متفحمه .. بحيث استحال التعرف إليها ومعرفة شخصية أصحابها .. ومن احد اركان القاعه ارتفع صوت اجش يتكلم .. وإن كان صوتا صارم النبرات .. قال الصوت : - هل افهم من قولك هذا انه لم يمكن التعرف على اصحاب الجثث التي وجدت بين الحطام ؟ كان المتكلم هو ذلك العجوز اللورد الفيرستوك .. الرئيس السابق للمحكمه العليا .. فقال جيسوب مجيبا : - تماما ياسيدي اللورد .. كانت الجثث متفحمه اختفت معالمها فافترض البوليس انها جثث ركاب الطائره .. المدونة اسماؤهم في السجل .. ولكن لدي من الاسباب مايدفعني إلى الاعتقاد بأن ركاب الطائره نجوا من الفاجعه ومازالوا احياء .. هذا هو اعتقادي ..
فقال الرئيس السابق للمحكمه العليا في نبره من الامتعاض : - اعتقادك ؟ إن مايعتقده الانسان ليس دليلا .. فقال جيسوب : - بل إن الدليل حاضر يا سيدي اللورد .. إذن ماهو الدليل يا سيد جيسوب ؟! - في اليوم الذي غادرت فيه السيده بيترتون فزان إلى مراكش كانت تتزين بعقد من اللآلئ المقلده .. وقد عثرنا على حبه من هذا العقد على مسافة ثمانمائة متر من حطام الطائره .. فعاد القاضي القديم يتساءل في لهجة المحقق القدير : - وأنى لك ان تتأكد من ان الحبه التي عثرتم عليها هي من نفس العقد الذي كانت السيدة بيترتون تتحلى به؟! - لأن بجميع حبات العقد علامة سريه لا ترى بالعين المجرده .. وإنما تظهر تحت العدسه المكبره .. وكانت الحبه التي عثرنا عليها موسومه بنفس العلامه .. - ومن الذي وضع هذه العلامه على حبات العقد ؟! - انا بنفسي يا سيدي اللورد .. واستطرد اللورد : - اكان لديك سبب لهذا ؟ - نعم يا سيدي اللورد .. كان لدي ما يحملني على الاعتقاد بأن السيدة بيترتون ستقودني إلى زوجها الذي كان قد صدر الامر بالقبض عليه لإفشائه معلومات تمس امن الدوله .. واستطرد جيسوب : - ولم تكن اللؤلؤه المعلمه التي عثرنا عليها بالقرب من حطام الطائره هي الوحيده .. بل عثرنا على لؤلؤتين اخريين على طول الطريق بين الموضع الذي احترقت فيه الطائره وبين المكان الذي نحن فيه الآن .. وقد اسفرت التحريات التي قمنا بها في الجهات التي عثرنا فيها على حبات اللؤلؤ عن مرور اشخاص بهذه المناطق واوصافهم العامه تتطابق مع اوصاف ركاب الطائره المحترقه .. وليس هذا فقط .. بل إنني كنت قد زودت احد ركاب الطائره بقفاز على كفه طلاء بالفسفور .. وطلبت إلى هذا الشخص ان يخرج يده المكسوه بالقفاز من نافذة السياره اثناء الليل عند مروره بالقرى فيضيء الفسفور في الظلام .. فيتناقل الناس ان يد الشيخه مبروكه ظهرت في هذه القرى وتبلغنا الشائعه بالتأكيد .. وبذلك يسهل علينا اقتفاء اثر هذه الجماعه ..
فقال القاضي القديم متسائلا: - الشيخه مبروكه ؟! ومن تكون الشيخه مبروكه هذه ؟! فأجاب جيسوب : - الشيخه مبروكه في نظر السذج من اهل هذه البلاد امرأه خيره .. وهم يعتقدون انه إذا ظهرت يدها التي تشع نورا لأحد الناس حلت عليه البركه والخير .. فرأيت ان استغل هذا الاعتقاد لتسهيل مهمة المطارده والمراقبه على رجالي .. وفعلا ظهرت يد الشيخه مبروكه من نافذة سيارة كانت في طريقها إلى هذا المركز العلمي ..
هز اللورد الفيرستوك رأسه المجلل بالشيب وتألقت عيناه تحت حاجبيه الكثيفين وقال : - رائع .. رائع .. تدبيرات تدل على الدهاء ..
نهاية القصة
| |
|