البراء جرجنازي الأوسمة
وسام الأدارة عدد المساهمات : 1910 نقاط : 5528 تاريخ التسجيل : 01/10/2010 العمر : 22 الموقع : حلب
| موضوع: رواية الطائرة المفقودة 8 الإثنين يوليو 18, 2011 3:29 pm | |
|
في قاعة الانتظار بالمطار كانت هيلاري كرافن تترقب قيام الطائره وإلى جانبها مسز بيكر تصب في اذنيها ثرثرتها التي لا تنتهي وتجيب في شرود على الاسئلة التي توجه إليها .
ولكن سيل الحديث المتدفق مالبث ان اتخذ مجرى اخر فقد التفتت مسز بيكر إلى شابين كانا يجلسان عن كثب ، احدهما امريكي يتألق وجهه دائما بابتسامه عريضه مشرقة ، والآخر فيما يبدو هولندي ان نرويجي السحنه ، واكثر جدا ووقارا من صاحبه .
وقالت مسز بيكر تخاطب الامريكي :
- إني احب ان اعرفك بصديقتي مسز بيترتون يا مستر .. يا مستر ..
- اندرو بيترز .. واصدقائي ينادوني باسم آندي ..
فنهض الاخر ووقف وانحنى باحترام ، وقدم نفسه بقوله :
- توركيل ايريكسون .
وقالت مسز بيكر :
- والآن وقد تعارفنا ، هل نحن جميعا ذاهبون لمراكش؟! هي اول زياره لصديقتي لهذه المدينه .
فقال النرويجي ايريكسون:
- وهي اول زياره لي ايضا.
فقال بيترز :
- وهذا ينطبق علي .
وعلا صوت الميكرفون بكلمات متداخله غير واضحه ، فهموا منها ان موعد قيام طائرتهم قد حان.
وبخلاف هؤلاء الأربعه ، ضمت الطائره شخصين اخرين ، رجلا فرنسيا وراهبه صارمة القسمات جامدة الوجه.
واسندت هيلاري رأسها إلى ظهر المقعد ..
فأطبقت عينيها وران عليها النعاس..
ومالبثت ان استغرقت في النوم ..
صحت هيلاري فجأه من النوم ، ولاحظت ان الطائره تنحدر إلى الأرض مخفضه من سرعتها ، ومالت إلى النافذه تطل من ورائها ، بيد انها لم تر أثرا لأي مطار ..
وتثاءب الفرنسي وقال:
- يبدو اننا سنهبط ، ولكن لماذا ؟!
فقالت هيلاري:
- فعلا فقد اخذت الطائره بالهبوط ..
ودارت الطائره حول نفسها عدة دورات وتوقفت محركاتها وسكن الهدير .. ترى ..هل اصابها خلل ما ؟! ام ان الوقود نفد منها..
ارتطمت العجلات بالأرض ، وجرت فوقها وهي تهتز وتتأرجح فوق المطبات غير المستويه . وجاء الطيار من مقصورته يقول لهم :
- ارجوكم جميعا ان تتفضلوا بالنزول .
وغادروا الطائره تباعا ، واحدا تلو الاخر ..
-------------------------------------------------------------------------------- لم يكن مطارا ذلك الذي هبطوا فيه ، وإنما كانت بقعة منعزله في قلب الصحراء الممتدة بلا حدود .
وقالت هيلاري متسائله في صوت تغشاه الحيره:
- ولكن مالذي جرى ؟ لماذا نزلنا هنا ؟!
قال الطيار مجيبا :
- إننا على كل حال لن نبقى إلا دقائق قليله..
ورمى بصره عبر الافق ناحية الجبال المكسوه بالثلوج ثم قال :
- لقد تأخرت قليلا ولكن هاهي ذي قادمه على البعد.
وقال المسافر الفرنسي:
- قد فهمت أنه ستكون في انتظارنا سيارة ميكروباص لكي نكمل الرحلة فيها ..
وعادت هيلاري تتساءل :
- هل اصاب المحرك عطب؟
وابتسم بيترز ابتسامته العريضه المألوفه ، والتي تشيع في كل ثنايا وجهه وقال:
- كلا ان المحرك سليم ، ولكن كان لابد ان يدبروا شيئا من هذا القبيل ..
واخيرا جاءت السياره الميكروباص ، يقودها سائق من البربر، في سرعة خاطفه اضطر معها أن يضغط فراملها بكل قوه حتى توقفت بجوارهم في المكان المناسب ..
ولدهشة هيلاري سمعت مسز بيكر تصدر امرا بقولها:
- هيا اسرعوا فلا نريد ان نتأخر اكثر من هذا ..
ومضى السائق إلى الجزء الخلفي من السيارة وفتح الباب فانكشف عن صندوق ضخم يشغل المؤخره..
وتعاون بيترز وايريكسون مع السائق والطيار على إنزال الصندوق إلى الارض في جهد ومشقه إذ بدا ثقيلا مرهقا ..
فأقبل الفرنسي على الصندوق يفتح ويرفع غطاءه فاقتربت منه هيلاري محاولة النظر لما بداخله ..
فأخذت مسز بيكر بذراعها تنحيها جانبا وهي تقول:
- لو اني مكانك لما خاولت النظر إلى مافي الصندوق .
- ولم لا ؟ مالذي في الصندوق؟
تألقت ابتسامة بيترز العريضه وقال :
- إني اعرف مافيه .. إن فيه مجموعه من الجثث ..
رددت هيلاري في ذهول :
- جثث ؟
- نعم جثث ... جثث اشتريت بطريقه قانونيه سليمه لإجراء بحوث طبيه عليها ، والذي اشتراها هو الدكتور بارون.
واشار إلى الرجل الفرنسي ، ثم استطرد ..
- هنا تنتهي رحلتنا يا مسز بيترتون .. أعني المرحلة الاولى من الرحله ، ستوضع الجثث في الطائره ثم تشعل فيها النيران ، وسوف نراها على البعد ونحن نستقل الميكروباص شعله متأججه .
وغمغمت هيلاري :
- ولكن لماذا؟ لماذا ؟!
وكان الدكتور بارون هو الذي اجاب.. فقال :
- ولكنك تعرفين طبعا ، إلى اي مكان سوف نذهب ، إننا ذاهبون للمصير المجهول .
وبدأت الاحداث تتصاعد
ترقبوها
| |
|