نادال وتحقيق الأرقام القياسية دون أن يلاحظ أحد

---

رأس
رفاييل نادال يحوي كل شيء: مباراته الأولى ، نقطته الأولى في التصنيف
العالمي للاعبي التنس المحترفين ، إرسال ساحق أهله إلى نصف نهائي إحدى
البطولات عام 2006 ، أو كرة النهاية التي أحرز بها أحد ألقابه التسعة
الكبرى في بطولات الجراند سلام.

نادال يعشق الإحصائيات ، يلعب التنس بقوة وشغف ، لكنه يتعامل مع ذلك كله
ببرود ، لذا يبدو من الصعب تصديقه عندما يتحدث عن الأرقام القياسية التي
يحطمها وسيواصل تحطيمها.

وقال المصنف الأول في عالم تنس الرجال بعد فوزه أمس الأول الأحد بلقب بطولة
برشلونة للمرة السادسة :"إذا ما فكرت في الأرقام القياسية وفيما تحققه ،
ستدخل في دوامة لا تصب في مصلحتك. لو اعتقدت أنك أفضل مما أنت عليه ،
سينتهي بك الأمر بالبحث عن أشياء لن تكون الأنسب لطريقة لعبك".

ونادال يحب الأرقام القياسية كثيرا ، وتبهره الأرقام لأن الرياضة أيضا
إحصائية. وبعيدا عن الاستهلال الرائع للموسم من جانب الصربي نوفاك
ديوكوفيتش ، نادال يبقى بوضوح المصنف الأول عالميا ، ولا يحتاج إلى التفكير
بأنه أفضل مما هو عليه ، لأنه بالفعل الأفضل.

رغم ذلك قد يقوم نادال في الخامس من حزيران/يونيو المقبل ، مع مطلع صيف
العاصمة الفرنسية باريس ، بتسليم صدارة التصنيف ، فهو أمامه نحو أربعة آلاف
نقطة يدافع عنها خلال الأسابيع المقبلة في بطولات مدريد وروما ورولان
جاروس ، وديوكوفيتش ، الذي يبعد حاليا بفارق 3230 نقطة عن الأسباني ، لن
يحتاج سوى للدفاع عن 540 نقطة فقط.

ولا يتعلق تغيير صدارة التصنيف بمسألة إخفاق نادال ، بل بتوفيق الصربي الذي
يخوض هذا الأسبوع بطولة بلجراد ، ومع كل فوز يحققه سيقترب أكثر من
الأسباني. وإذا لم يتمكن من انتزاع صدارة التصنيف منه ، ستتاح له فرصة أخرى
بعدها بأسبوعين في بطولة ويمبلدون. وحينها قد ينهي نادال عام 2011 كمصنف
ثان.

لكن الأسباني يبدو دوما متماسكا ، فقبل الحفاظ على صدارة التصنيف ما يهمه
هو حصد الألقاب. ومع استمراره في حصدها سيواصل تحطيم الأرقام القياسية ،
وهو ما قد يهدد إنجازات أساطير معتزلة على الملاعب الرملية مثل السويدي
بيورن بورج والأرجنتيني جييرمو فيلاس.

وبلقبه في برشلونة ، يملك نادال نسبة فعالية في مبارياته على الملاعب
الرملية تبلغ 93 % ، مقابل 2ر86 % لبورج و4ر81 % لإيفان لندل و4ر79 %
لفيلاس.

فعلى مدار مشواره ، خاض اللاعب الأعسر 229 مباراة على الملاعب الرملية لم يخسر منها سوى 16 فقط.

ويظل الرقم القياسي لعدد ألقاب التنس المحرزة ضمن سجل الأمريكي المعتزل
جيمي كونورز برصيد 109 ألقاب ، ويبدو من غير المحتمل أن يتمكن نادال ، الذي
يملك في الوقت الحالي 45 لقبا ، أن يتفوق عليه. وتمتع كونورز بمسيرة ممتدة
نسبيا ، فضلا عن أن عدد البطولات كان أكبر خلال عقدي السبعينيات
والثمانينيات من القرن الماضي.

بيد أن الرقم الذي يبدو قريبا من تهديده هو عدد الألقاب المحرزة على
الملاعب الرملية ، حيث يملك فيلاس 45 لقبا بفارق خمسة أمام النمساوي توماس
موستر ، فيما بات نادال بلقب الأحد يتفوق بفارق بطولة أمام بورج والأسباني
مانويل أورانتيس حيث رفع رصيده إلى 31 لقبا.

وإذا ما تمكن نادال ، الذي سيكمل في غضون أسابيع قليلة الخامسة والعشرين من
عمره ، من مواصلة تحقيق ما يتراوح بين أربعة إلى خمسة ألقاب على الملاعب
الرملية كل موسم ، فإنه سيتفوق على رقم فيلاس القياسي بحلول عام 2015 كحد
أقصى.

لكن التنس رياضة لا تقبل التوقعات. الأمر الوحيد المؤكد بالنسبة لنادال أنه
سيكون في استاد "سانتياجو برنابيو" يوم غد الأربعاء لحضور مباراة ريال
مدريد فريقه المفضل وبرشلونة في ذهاب الدور قبل النهائي لبطولة دوري أبطال
أوروبا لكرة القدم.

في اليوم التالي سيكون قد بدأ الاستعدادات للدفاع عن لقبه في بطولة مدريد
ومواصلة مطاردة الأرقام القياسية ، وبقدر المستطاع دون أن يلحظ أحد أن ذلك
هو ما يهواه ويستمتع به حقا.