منتديات براء أونلاين
أهلا بك أيها الزائر أو الزائرة في منتديات براء أونلاين

نرجو منكم التسجيل والأنضمام الى موقنا
منتديات براء أونلاين
أهلا بك أيها الزائر أو الزائرة في منتديات براء أونلاين

نرجو منكم التسجيل والأنضمام الى موقنا
منتديات براء أونلاين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات براء أونلاين

 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 غضب الطبيعة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
البراء جرجنازي
الأوسمة
الأوسمة
البراء جرجنازي


الأدارة وسام الأدارة
عدد المساهمات : 1910
نقاط : 5528
تاريخ التسجيل : 01/10/2010
العمر : 21
الموقع : حلب

غضب الطبيعة Empty
مُساهمةموضوع: غضب الطبيعة   غضب الطبيعة I_icon_minitimeالأربعاء يناير 26, 2011 9:23 pm

غضب الطبيعة

بقلم الكاتبة: سمر المزغن


ارسل
البحر اذاه المجرجرة الذي يصل الى الاذان كأنه الزئير المنبعث من حلوق
الوحوش الضارية ، والعالي كأنه الجبال الشاهقة ، معلنا عن قدومه لحضور
اجتماع هام ، تقدم البحر تصحبه امواجه الصاخبة ، مزمجرا غاضبا ثم صرخ –
دون القاء السلام - بصوة قوي غريب ، لو سمعته الهضاب لارتجت من مكانها
فزعة : " انا مغتاض جدا، ولا يمكنني ان اتحمل اكثر ضرر الانسان ، لوثني
بنفطه الذي قتل اسماكي ، لم يترك لي حتى بعض الاصداف تزينني وتلون شاطئي ،
ذلك الشاطىء الذي غدا سلة مهملات كبيرة يلقي فيها فضلاته واوساخه …


لقد
طفح الكيل والانسان يحرمني من التسلي مع اصدقائي الاسماك … الم ادعه يسبح
في هناء ونعيم في مياهي الباردة خلال فصل الصيف ؟ ألم استقبل الشمس
وادعوها لالقاء أشعتها الدافئة وهو يلهو ويمرح ؟ ألم أسخر له شاطئي ليلعب
برماله ويرتاده متى شاء مع اصدقائه ؟ ألم اتركه يصنع من الرمل قصورا
يزينها بأصداف متناثرة ؟ لما كل هذا الجشع والطمع الذي يحركه حتى أنه لم
يترك لي أصدافي تمسح لي دمعي حين ابكي ، وتلعب معي أوقات فراغي ؟


ألم
أمسك نفسي عن البكاء وأنا أسمح له مضطرا باصطياد أسماكي وهي تنظر لي
معاتبة ، لائمة ؟ ثم بعد ذلك اراها تشوى أمامي لتصبح سوداء فاحمة ، وصوتها
يرن في أذني يلومني على عدم عدالتي وانصافي ، يحرص ان يصطاد أكبر قدر من
أسماكي ، وأشباحها الحمراء المتشحة بالسواد تحاصرني في منامي ويقظتي ،
مناظرها مخيفة وهي الملطخة بالدم والسواد ، تعكر صحوتي ومنامي ، وأمام ذلك
ألست مذنبا وأنا أسمح له بكل ذلك السلب والنهب ، ساكتا، صامتا ، صابرا ،
ومتحملا أذى وخطر أفعاله ؟ " .


طأطأ
البحر رأسه وأسنده على أمواجه المتأثرة بكلامه الى حد البكاء . خفت صوته
شيئا فشيئا وأخذ يصدر زفرات طويلة بين الفينة والفينة ، لما رفع رأسه
انحدرت من عينه دمعة حارة كبيرة لتسقط على الموج المرتطم بالصخور وتختلط
بالزبد. كان منظره محزنا للغاية، وغادر المكان قبل أن تضعف ارادته تماما
فيختنق بالعبرات … جاء البحر غاضبا قويا ، لو اعترضه الانسان لأغرقه بموجه
ثم انصرف ذليلا حزينا منكسر الخاطر لو شاهده الانسان على حالته تلك لسخر
منه واستهزأ به .


نفخ
الريح بقوة وقال : " كلام البحر صحيح ، الانسان يضر نفسه ويضرنا بافعاله ،
انا أيضا لوثني بدخان سياراته السريعة، في حين ان دراجاته أقل سرعة ولا
تؤذيه ولا تؤذيني ، طائراته وصواريخه وبواخره وقطاراته مصادر لراحته ومصدر
لايذائي … التبغ الكريه الذي يستهلكه في البيت وفي الحي والمقهى ، ألم
يعرف لحد الان انه يلوثني ويسبب له افات مميتة، ويشكل اذى لمن حوله ويسبب
لهم الامراض … ثم أيضا تلك المصانع التي تدمرني وتجعل مني سوادا في سواد ،
ثم … "


قاطعه
الحيوان مزمجرا : " على مهلك أيها الهواء ، لست اكثر مني هما ولا أظن أن
صدرك يسع غمي ، الانسان جعل مني عبدا ذليلا ، أكل بيضي والتهم لحمي وشرب
لبني ، لم يكفه أنه ركبنا وحملنا ما لا طاقة لنا به حتى في الصحراء الجافة
، لم يكفه أنه حثنا على السير بعصاه الغليظة الخشنة، حتى زج بنا في السجون
يزين بها بيوته وحدائقه ، ليتمتع بمشاهدتنا في حين لا نطلب سوى الحرية …


يعيش
صغارنا محرومين من الحرية ويموتون حزينين لأنهم لم يذوقوا طعم الحرية ولم
ينعموا بالغابات الخضراء والجبال العالية … نحرس بيته ليلا نهارا لينام
هادئا ونبقى نحن سهارى ، يقظين لحمايته ، وجزائنا في الاخير عظام بليت
ولحوم فسدت وضربات توجعنا ، ثم نصاحبه في كل مكان ليتفاخر أمام أصدقائه
بالسلسلة الحديدية التي تشد عنقنا كأنها تنوي خنقنا …"


صرخ
صرخة مدوية ثم نظر شزرا والشرر يتطاير من عينيه وكشر عن أنيابه متهيئا
للهجوم ، لكنه رجع الى الوراء كأن مسا من الجنون أصابه، وانزوى يهذي في
ركن بعيد .


تدخلت
الشجرة وقالت : " يقطع الانسان خشبي ليصنع منه مهودا لصغاره ، يرتاحون في
مهودهم ونبكي بكاء متواصلا، صنع منا قواربا، سفنا ، مراكبا ، وبيوتا تحميه
من قر الصيف وبرد الشتاء . وهبته كل شيء حتى الهواء أنقيه له ولكنه ظالم ،
فلما نكران الجميل . اكل الانسان ثماري اليانعة ، اقتلع اخوتي ليصنع منهم
كراسي يستلقي عليها وطاولات لأكله … رفس جيراني النبتات الصغيرة بأحذيته
الضخمة ".


سكتت
الشجرة برهة ثم أضافت : " اني أدعو الجميع لمحاسبة الانسان " وبقيت في
مكانها صامدة مظهرة شجاعة وصبرا … كل من تكلم قبلها أبدى هيجانا وحزنا ،
ولكنها الوحيدة التي تمالكت نفسها ومكثت في مكانها تنتظر رأي الجميع.


سألت الأرض الشمس : " وانت أيتها الشمس ما رأيك "

- أنتظر رأي القمر .

همس
القمر : " رأيي معاكس للجميع ، الانسان يحبني في الليالي التي أنيرها،
وعلى كل أنا متأكد أن الانسان لم يقصد ايذاء البحر وتلويث الهواء وتخريب
الطبيعة وقتل الحيوان، الانسان صنع محميات حتى لا تنقرض الانواع النادرة
الفريدة من الحيوانات، الشجرة رفيقة الانسان ولا حياة لها بدونه، أنا أدعو
لمسامحته وسأتولى بنفسي تنبيهه لهفواته، سأطلب منه حماية الطبيعة لأنه لا
حياة له من غيرنا ولا حياة لنا من غيره، سأبعث للبحر لأحدثه وأرضيه وأهدئه.


انفض
المجلس وأسارير الحاضرين مختلفة : بعض الملامح تدل على اليأس ، منها ما
تدل على الغيض والندم في نفس الوقت، منها ما تدل على الشك ، ومنها ما تدل
على الامل
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://albraaonline.mam9.com/t1649-topic https://albraaonline.mam9.com
 
غضب الطبيعة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أروع ما في الطبيعة على شكل قلب
» غرايب وفنون أشكال وجوه على الفناجين و الطبيعة
» الاحتباس الحراري يثير حالة من جنون الطبيعة حول المتوسط

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات براء أونلاين :: قصص الأطفال :: قصص الأنبياء-
انتقل الى: