RIMA الأوسمة
الأوسمة عدد المساهمات : 240 نقاط : 701 تاريخ التسجيل : 02/01/2011 العمر : 59
| موضوع: العميل السري لاجاثا كريستي "4 الأحد أبريل 24, 2011 5:34 pm | |
| العميل السري لأجاثا كريستي "4" |
|
عندما دخلت توبنس غرفة الاستراحة في سان سوسي كانت مسز أوروك وحدها تتطلع من النافذة إلى الخارج فخيل لتوبنس انها أشبه الأشياء بتمثال بوذا الضخم.. فقطعت توبنس عليها تيار أحلامها وسألتها : - هل تعتقدين أن مسز برينا أيرلندية ؟ - أجل.. ولست أشك في ذلك.. فإنني أعرف الناس بسيدات بلادي .. وإنني أستطيع تحديد المنطقة التي تنتمي اليها.. رغم انها تدعي في كل وقت انها انجليزية وان زوجها اسباني..
وانقطع الحديث عندما دخلت القاعة مسز سبروت يتبعها تومي فسارعت توبنس الى تمثيل دور الاهتمام به وقالت: - مساء الخير يا مستر ميدوز.. يبدو عليك النشاط الليلة.. - يرجع السر في ذلك إلى الرياضة المتواصلة.. فقد لعبت شوط جولف في هذا الصباح وقمت بجولة طويلة بعد الظهر .. وقالت مسز سبروت : - أما أنا فقد صحبت الطفلة الى الشاطيء وكانت تود النزل في أحد القوارب ولكنني خفت عليها البرد فساعدتها في بناء بيوت من الرمال .. وأهملت التريكو..
وبعد لحظات وصل بقية النزلاء .. ثم دق ناقوس العشاء.. ودار الحديث بين الجميع على المائدة في موضوعات الحرب والجاسوسية والتموين.. وبعد العشاء خرجت توبنس وتبعها تومي وسارا قليلا فترة من الوقت استعرضا فيها شكوكهما بالنسبة لكل نزلاء سان سوسي .. ثم تركت تومي وفي طريقها الى الفيلا اشترت طوابع البريد ودخلت أحد أكشاك التليفون العامة وطلبت مستر فراداي وكانت هذه هي الوسيلة التي اتفق عليها تومي للاتصال بمستر جرانت وخرجت من كشك التليفون باسمة ثم اشترت بعض الصوف اللازم لأشغال التريكو .. وفكرت وهي تسير في طريقها الى الفيلا في شخصية مسز بلنكنسوب التي تقمصتها شخصية السيدة التي لا تجيد التريكو .. ولكن تقضي أغلب وقتها فيه ، وفي كتابة الخطابات لأبنائها.. ثم فكرت أيضا في أنها كثيرا ما تتعمد ترك هذه الخطابات في غرفتها قبل الانتهاء منها.. ووصلت توبنس الى قمة التل المطل على سان سوسي.. وسارت في الطريق المؤدي إليها ذلك الطريق الذي ينتهي من الناحية الاخرى بمنزل الكوماندوز هايدوك المسنى استراحة المهربين وأخذت تتسلى بقراءة أسماء الفيلات حتى قاربت سان سوسي رأت منظرا أثار دهشتها.. كان هناك خيال امرأة واقفة الى جوار سور الفيلا الحديدي تتلصص بالنظر الى داخلها في شكل مريب.. وبدون وعي أخفت توبنس صوت خطواتها وسارت باحتراس خلفها تماما.. فاستدارت.. كانت امرأة طويلة القامة متوسطة السن، ترتدي ثيابا ****************ة وكان هناك تباين واضح بين جمال وجهها وحقارة ملابسها، وأحسن توبنس لأول وهلة ان هذا الوجه ليس غريبا عليها ولكن هذا الاحساس سرعان ما اختفى عندما أجفلت المرأة وظهرت على وجهها علامات الذعر والفزع .. فسألتها توبنس في هدوء: - لا تؤاخذيني .. هل تبحثين عن شخص ما .. ؟ وأجابت المرأة ببطء وبلهجة أجنبية .. وكانت تنطق الكلمات كما لو كانت قطعة محفوظات: - هذا المنزل يدعى سان سوسي؟ - نعم .. وأنا من ساكناته.. هل تطلبين أحدا منهم ؟ - أتسمحين ؟ هل هناك من يدى المستر روزنستاين ؟ - مستر روزنستاين؟ لا .. أخشى الا يكون هذا الاسم هنا .. وربما كان .. فإذا أردت بحثنا لك عنه في سجلات الفيلا .. أو نسأل صاحبتها.. - لا .. لا ضرورة... فقد اخطأت .. لا تؤاخذيني من فضلك..
وأسرعت فاستدارت وانحدرت مع التل.. والتفتت توبنس تتطلع خلفها وقد ثارت شكوكها فان هناك تباينا عظيما بين كلمات تلك المرأة ومظهرها.. واسم روزنستاين هذا .. لقد اخترعته في الحال.. ثم بدأت تهبط التل خلف تلك الغريبة.. ولكنها ما كادت تخطو عدة خطوات حتى توقفت وفكرت في انها لو سارت خلفها فإنها ستجذب الأنظار إلى نفسها فربما كان هناك من رآها وهي على أهبة الدخول إلى سان سوسي.. فإذا رؤيت بعد ذلك مباشرة وهي تتبع هذه المرأة فإنها ستثير الشكوك نحوها.. وبخاصة اذا كانت تلك الغريبة من عصبة الأعداء.. فصممت على أن تعود بالتالي الى سان سوسي وعندما دخلت الى الردهة الخارجية لم تر أحدا. وسمعت بعد لحظة صوتا ليس غريبا عليها فانه أحد الأصوات التي تعرفها جيدا.. كان التليفون في فيلا سان سوسي موضوعا في الردهة الخارجية ولم يكن هناك من يتكل فيه.. ولكنها سمعت صوتا هو صوت وضع السماعة أو رفعها عن آلة فرعية في مكان ما.. وكانت توبنس تعلم تماما أن آلة فرعية واحدة في المكان، وأنها في غرفة مسز برينا.. ولو كان تومي في هذا الموقف لما جرؤ وما أقدم على ما فعلت توبنس ولكنها لم تتردد فقد سارت في خفة إلى موضع التليفون ورفعت السماعة بهدوء، واستمعت الى ما يدور من حديث.. كان هناك من يتكلم انه صوت رجل وكان يقول: - كل شيء يسير على ما يرام.. اذن في الرابع .. كما هو المتفق عليه ؟ وأجاب صوت نسائي: - نعم ، لنواصل العمل.. ووضعت السماعة .. وقفت توبنس تفكر لحظة... هل يكون ذلك صوت مسز برينا ؟ من الصعب التأكد من ذلك.. وتمنت لو استمر الحديث فترة أطول.. ولكن .. أليس من الممكن أن يكون حديثا عاديا لا قيمة له؟ ولاح خيال على أحد الأبواب فأسرعت توبنس ووضعت السماعة مكانها، وعندئذ سمعت صوت مسز برينا تقول : - ما أجمل الجو الان .. هل أنت خارجة يا مسز بلنكنسوب أم قادمة ؟ وأجابت توبنس بأنها قضت الوقت في الخارج وأنها في طريقها إلى غرفتها.. واستنتجت توبنس أن التي تحدثت في التليفون لم تكن مسز برينا فان المسافة من غرفتها الى الردهة لا يمكن أن تقطع في تلك اللحظات القصار بعد ختام الحديث التليفوني وظهورها في الردهة .. وخيل لتوبنس أن مسز برينا تتحرك خلفها ببطء فالتفتت ورأت مسز أوروك في أعلى الدرج تسد عليها الطريق بجسمها الضخم .. وفي تلك اللحظة الحرجة، مرقت من خلف مسز أوروك بتي الصغيرة وكانت تصيح.. وتعلقت بتي بتوبنس فأكملت صعود الدرج وقابلت مسز سبروت على باب غرفتها وكانت قد بدأت تعنف الطفلة فدخلت توبنس غرفة مسز سبروت ورأت ملابس الطفلة منتثرة هنا وهناك مختلطة بلعبها وكتبها، كما لاحظت صورة لمستر سبروت موضوعة فوق صيوان الملابس .. وكان كل ما في الغرفة على حال من الفوضى لا حد له ، وأدركت توبنس الأسباب التي تدعو مسز سبروت إلى العزوف عن استقبال أحد في غرفتها.. انها هذه الفوضى الدائمة بلا شك.. حقا ان كل ما في سان سوسي يبدو طبيعيا.. ولابد أنها أعصاب توبنس المرهقة التي تصورت لها ما صورت.. ولكن .. ان شخصا ما كان يتكلم في التليفون .. من غرفة نوم مسز برينا بالتأكيد .. ويتحدث الرابع .. هل كانت مسز أوروك ؟ .. ان ذلك يبدو مستبعدا.. قد لا تعني هذه الكلمات شيئا.. وقد تعني أشياء خطيرة .. الرابع.. هل هو تاريخ .. الرابع من الشهر مثلا.. أو . أي شيء .. ان تحقيق ذلك مستحيل .. ولعل المسألة لا تعدو أن تكون أمر عاديا جدا.. كأن تكون مسز برينا قد سمحت لمسز أوروك باستعمال التليفون الموجود في غرفة نومها في أي لحظة تشاء
|
| |
|