امي استمتعي بي واسعديني

أمي حبيبتي
قد يضايقك تعلقي الشديد بك
وإصراري القوي على البقاء حولك وأمام عينيك
ولقد تشتكين كثيرا لصديقاتك وقريباتك مما أسببه لك من ضيق لاني لا أطيق البعد عنك
ولااحب أن تختفي عن ناظري ولو ثواني
وربما تصرخين في وجهي قائلة :أغرب عن وجهي ألن تفرج عني دقيقة واحدة فقط؟؟
أعلم انك تحبينني ومستعدة لبذل الغالي من أجل سعادتي وراحتي
إلا أن هذه الصفة فيني تصيبك بالضجر!!

ولطالما رددت على مسامعي: متى تكبر؟
متى تعتمد على نفسك؟
متى تريحني؟

لا تلوميني ياامي فأنت في عمري هذا تمثلين جل اهتمامي
وأنا لااتخيل انني سأقوى حتى على السير خطوة واحدة دون وجودك إلى جانبي
هكذا خلقني الله ولله في كل شئ حكمة

لاتضجري كثيرا يا أمي الحبيبة
ولاتستعجلي الأيام
فسوف ترينني باذن الله أكبر يوما بعد يوم وسأبدأ أعتمد على نفسي في ممارسة شؤوني تدريجيا
ويوما بعد يوم سأستقل عنك
وسيقل تعلقي بك
لكن حبي لن يقل أبدا

وستمضي الأيام سراعا
وستجدينني ان شاء الله رجلا أو امراة
مسقلا عنك تمام الاستقلال
فقد أصبحت لي حياتي التي لاتعرفين كل تفاصيلها وأسرارها
وسأبتعد عنك شيئا فشيئا

سيكون لي منزل مستقل
وستكون لي اهتمامات غيرك!!
فلدي الآن شريك وأولاد
ووظيفة
وأسرار
ومشاكل
وأعباء
لن أعود لأرهقك بها فأنا الآن قادر على التعايش معها

سترتاحين يأمي
اخيرا
لكن هل ستكونين سعيدة وقتها؟؟
وكأني بك تحدثين نفسك قائلة:
أين طفلي الذي كان يرافقني مثل ظلي ولايطيق البعد عني ؟؟
لم يعد يزورني الا مرات معدودة في الشهر
أشغلته حياته عني ولم يعد متعلقا بي كسابق عهده

حتى عندما يزورني أراه مشغول البال كثير التفكير ولاأعلم ماالذي يشغل تفكيره؟
اين ذاك الذي ماإن يكدره أبسط شئ يأتيني باكيا طالبا مني المساعده؟
لقد كبر ولم يعد بحاجة وجودي المستمر إلى جانبه

هاقد أراحني من عناءه ومطالبه التي لاتنتهي
لكم تمنيت هذه اللحظه

لكنني الآن لست سعيدة
لأنني افتقده
ولأنني لاأعرف الى أين تسير به هذه الدنيا؟

يااااااااااااليته يعود صغيرا
وآخذه إلى حضني
وأرافقه أين ماذهب
وألبي كل طلباته
ويبقى تحت نظري
أعرف أدق تفاصيل حياته
ويطمئن قلبي عليه

أمي حبيبتي
العمر يمضي
وهاأنا الآن بين يديك
وبأمس الحاجة إلى وجودك
ومساعدتك
ومراقبتك
واهتمامك

سأكون في غاية السعادة إذا منحتني كل ذلك دون تملل وضجر
واعلمي أيضا انك أنت أيضا ستكونين في غاية السعادة بذلك
فلاتضيعي علي وعليك هذه المتعة

تلذذي بي واستشعري بهجتي فأنا نعمة عظيمة ياأمي الحبيبة