حينما يتصف طفلك
بالمشاكسة وإحداث ضجيج في المنزل، فإن هذا الأمر يعد مقبولاً إذ أن إزعاجه
يكون في حيز ضيق وأهل بيته اعتادوا إزعاجه, وإننا نجد الكثير من الأطفال
ينطلق في اللعب والمشاكسة والعنف بمنزله، ولكنه حينما يخرج مع أفراد
عائلته فإنه يصبح هادئا ووديعا، وهناك من الأطفال من تمتد مشاكستهم
وشقاوتهم لتشمل كل الأماكن العامة والخاصة التي يرتادها آباؤهم .
جميع الآباء يتمنون أن يتصرف طفلهما بكل وعي واتزان في المناطق العامة،
وخصوصا الأماكن الثقافية مثل المتاحف وقاعات المسارح والندوات
ولكن نجد أن بعض الأطفال المشاكسين لا يحلو لهم الصراخ والعويل إلا في مثل
تلك الأماكن حيث تتجه كل أنظار المشاهدين صوب خشبة المسرح، ولا يلقون
بالاً له، و الطفل في هذه السن يحب أن يكون دوما هو محور اهتمام والديه
وإخوته , فإذا انصرفوا عنه لفترة طويلة فانه يتضجر ويصاب بالإحباط مما
يجعله ينفجر بالبكاء أو يفتعل مشكلة مع أخيه الأكبر وبالتالي يزعج كل من
في المكان .
في
العادة يحاول الأبوان احتواء المشكلة بحيث لا تزداد تفاقما ويزداد بالتالي
صراخ الطفل ويزعج كل الحاضرين بالمكان , ولكن حينما يتمادى الطفل في
أفعاله ولا يصغي لكلام والديه فإنهم سوف يلجؤون بالطبع لضربه مما يزيد
الطين بله فيزداد الطفل بكاءً وصراخا مما يلفت انتباه جميع الحاضرين
بالمكان العام لهذه العائلة .
فإذا ركن كل أب وأم لضرب أطفالهما بداخل الأماكن العامة فإن هذه الأماكن
سوف تضج بالبكاء والصراخ، ولن يستطيع أحد متابعة فعاليات الحدث، وبالتالي
سوف تفشل كل الفعاليات بالمناطق العامة , ولهذا في أغلب الأحيان فإن
الآباء يحاولون إصلاح الخطأ بكل حصافة .
وكمثال لما يحدث من أفعال شقية من الأطفال بداخل السوبر ماركت، فإذا دخلت
العائلة لمكان الخضراوات فإن الطفل المشاكس سرعان ما يتحرك ليمسك بحبات
الطماطم بيديه الاثنتين، ومن ثم يحاول قرض إحداها بأسنانه الجديدة- التي
يحاول قرض أي غرض تمسك به يداه- وغالبا ما تسقط كمية من تلك الطماطم من
السلة الموضوعة بها، وحينما تحاول أمه الإمساك بحبات الطماطم ووضعها في
مكانها فإنه سرعان ما يتحرك بسرعة ليخطف ربطة الجرجير ويركض بها بعيداً.
وحينما تتحرك العائلة لمكان الألعاب فإن هذا الطفل سوف يجن جنونه , حيث لا
يستطيع التركيز على اختياره للعبة واحدة , فإنه يطلب من والديه لعبة ومن
ثم يغير رأيه ليختار الأخرى ومن ثم يتركهما ويركض ليركب الدراجة التي
بالصالون وهكذا فإن الوالدين يكونان في حالة ركض دائم في داخل السوبر
ماركت .
ولهذا يطلب من الوالدين محاولة تهذيب أطفالهم من المنزل وحينما يودون
الخروج عليهم بتحذيره بألا يفعل كذا وكذا وألا يلمس شيئا بداخل السوبر
ماركت وألا يقوم بأفعال مزعجة وشقية , ويجب أن يأمروه بأن يسير بالقرب
منهم وألا يركض بعيدا بحيث يضيع عنهم . ويجب تحذيره بأنه إذا تمادى في
إزعاجه فإنهم سوف لن يصطحبوه في المرة القادمة إلى زيارة تلك الأماكن ,
وان يحاولوا تحفيزه إذا احترم كل الأوامر التي قرروها له , وأن يخصصوا له
بعض الهدايا حتى يشعر بأنه التزم بكل أوامرهم ونصائحهم .