البراء جرجنازي الأوسمة
وسام الأدارة عدد المساهمات : 1910 نقاط : 5528 تاريخ التسجيل : 01/10/2010 العمر : 22 الموقع : حلب
| موضوع: العصفورة الصغيرة الأربعاء يناير 26, 2011 9:35 pm | |
| العصفورة الصغيرة بالأمس بدأت عصفورة صغيرة تطير من حي لحي، تبحث بمنقارها الغض عن قوت يقيها شرّ الهلاك. همّ العيش، ووحشة الأجواء أفقدا العصفورة عذوبة التغريد. سألت نفسها مراراً: لعلّ والديّ أنجباني بكماء؟!. أو لعلّ مرضاً خطيراً ألمّ بي في طفولتي فأفقدني صوتي الحنون؟. أريد أن أغني للحرية، وللجمال، للمحبة، لسنابل القمح، لكل ما هو جميل في هذا العالم. لا أريد أن أغني في قفص ولو من ذهب. فجأة وجدت العصفورة الصغيرة نفسها في بيت فقير، لاحظ وجودها في المنزل ربّ البيت فبادرها بالسؤال: من أين قدِمت يا عصفورتي الجميلة؟ إنّ منزلي غادرته الطيور الزائرة منذ زمن بعيد، وحتى الفئران أهلكها الجوع. إنك لن تجدي في منزلي إلاّ الطيبة والبساطة والحبّ والوفاء. فهي كنزي الذي احتفظ به في هذا العالم. أنتم معشر الطيور نعتبركم نحن بني البشر بلا عقول، أمّا في الحقيقة، فأنتم خلافاً لبني البشر، لا تسرقون، ولا تكذبون، ولا تحتلون أراضي الآخرين بالقوة. ولا ترتكبون جرائم القتل الجماعي بحق الأبرياء. كما أنكم لا تبحثون إلا عن قوتكم اليومي، ولو فعل كل إنسان ذلك لفاض الخير، وعمّت السعادة، وازدهر السلام، وأورقت أشجار المحبة. لعلّك تنشدينا بصوتك العذب بعض الأغنيات، فجدران منزلي خالية من كل الآلات التي تلتقط هفوات الأصوات. اصدحي يا عصفورتي الجميلة، فأُذناي متلهفتان لسماع صوتك العذب. لست أنت وحدك الجائعة في هذا العالم، فأعداد الجائعين في ازدياد مستمر. شعرت العصفورة بنشوة عارمة، فالحبّ والطمأنينة يُنسيان الجائع جوعه ولو إلى حين. وأجابت بعد أن منحها صوت الكهل الوديع الطمأنينة: فقدت يا صديقي صوتي الجميل، لا أقدر على الغناء. قال الكهل: أبداً يا صغيرتي. صوتك لم تفقديه، فأصواتنا قوية، وأغانينا عذبة. وبدأ يغني بصوت مفعم بالثقة بغدٍ مشرق جميل: لتسقطي يا قلاع الذل ولتنهمر يا مطر لتغسل عفونات القرون المتراكمة على جبين أمتي الحبيبة. نحن على يقين من أن الحرية لا توهب وأن وحدتنا باهظة الثمن والشرفاء وحدهم هم الذين ينتصرون على الخوف يحررون الأرض يحطمون الحدود ويشيدون صرح الوحدة الصباح قادم لا محالة، عندها سنغني جميعاً: للوحدة، للحرية، للخبز، للوطن، للتحرير. بلا خوف ولا وجل. ما إن سمعت العصفورة هذه الأغنية، حتى اغرورقت عيناها بالدموع وبدأت تغرد بصوت لم يسبق لها أن غرّدت بمثله من قبل إلى أن انبلج الفجر. | |
|